<blockquote class="postcontent restore ">بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
سياسة التنفير من الدين
أخي / أختي : أطرح عليك قبل القراءة هذا السؤال :
ما هو الدين ؟
حينما نضع حدودا لمفهوم الدين عندنا , فإننا سنتفق على أن الدين هو الإسلام :
{ إن ألدين عند الله الإسلام } , ثم بعد هذا الاتفاق سنطرح عليك أخي / أختي , هذا السؤال :
هل يستطيع أحد أن ينفرك من دينك أو قل : هل يستطيع أحد أن ينفرك من الإسلام
انتشرت
بين كثير من الناس الطيبين عبارات تشير إلى وجود فئة من المتدينين تنفر
الناس من الدين بسبب أو بآخر فصرنا نسمع في المجالس كلمات مثل : (( هذه
الأعمال تنفر الناس من الدين )) وهذه الكلمة وأخواتها لم تخرج من فراغ
وإنما قيلت لأسباب منطقية , قد نكون أو يكون القاريء الكريم هو أحد أسبابها
ونحن لا نعلم , و نستغفر الله إن حدث منا مثل ذلك , وعلى أية حال فإن تلك
الأعمال المنفرة - كما قيل - لا يجب أن تبعد المسلم عن التمسك بدينه أو
تزهده في تعاليم " إسلامه " مهما كان .
سنكون أكثر موضوعية ولن
نفسر أقوال الآخرين على ظاهرها بل يجب أن نفهم مرادهم من تلك العبارات وأن
لا نحملها ما لا تحتمل , فالمتأمل في أحوالنا يجد أن التنفير من الدين
المقصود في تلك المقولات إنما هو تنفير من بعض مظاهر التدين أو التنفير من
تطبيق بعض تعاليم الدين أو التنفير من الإهتمام بالتمسك بالدين , ولم يكن
التنفير من الإسلام هو المقصود من تلك الأقوال , إلا إن كان الحديث بخصوص
المجتمعات غير المسلمة حينما تصدر تصرفات مسلمين تسيء إلى الإسلام وإلى
أهله , ولا حول ولا قوة إلا بالله , مع أن الدين بريء منها .
الآن
وبعد أن اتفقنا على بعض النقاط المهمة في هذه القضية الخطيرة , سنحاول سويا
بإذن الله أن نرصد بعض مظاهر(( التنفير من الدين )) المنتشرة في مجتمعنا
لعلنا نجتنبها إن كانت فينا , أو نحذر منها إن كانت في غيرنا , وهذه بعض
المظاهر المنفرة :
كثيرا ما نبتلى بمتعالم لا يترك شاردة ولا واردة
في مسائل الدين والدنيا إلا ووضعها تحت مجهر الشرع ليشخص حكمها بعلمه
القليل : أحلال هي أم حرام فيصدر حكمه الذي لا يقبل الرد أو المناقشة , حتى
وإن كان مجانبا للصواب , أو أن لأهل العلم فيه قول آخر .. فإن هذا التصرف
ولا شك تعتبر من المنفرات ... لكننا لن ننفر من ديننا ولن نكره المسلم به ,
إن شاء الله .
في المقابل نجد من يستميت في مقارعة ذلك المتعالم :
الحجة السطحية بالحجة السطحية , فتكون بينهما مناظرة طرفاها مقلدان بلا
وعي , كلٌ ينتصر إلى فكرة ِ المصدر الذي أخذ عنه معلومته , فصارا يتقارعان
الرأي بلا علم ولا هدى , فهذا يحرم وذاك يبيح ويحلل من غير مستند شرعي وفي
النهاية تقل أهمية الحلال والحرام في قلوب بعض المستمعين ... إلا من رحم
الله ... فإن هذا التصرف ولا شك يعتبر من المنفرات ... لكننا لن ننفر من
ديننا ولن نكره المسلم به , إن شاء الله .
وسبحان لله نجد ألحانا
في الآدان وفي تكبيرة الاحرام وحتى في قراءة القرآن في الصلاة تنفرك كل
التنفير عن الصلاة وتبعك كل البعد عن الخشوع للله عز وجل ... وغيرها من
البدع والعادات السيئة والكثير . رغم هذا نحن متشبتون بديننا والحمد لله .
((
اليأس من رحمة الله )) من الأسباب الكبرى التي تنفر المسلم من دينه ,
فالمسلم حينما يعصي الإله ويتزود من تلك الكبائر والأعمال الخبيثة مع تصرم
عمره ودنو أجله , فإنه قد يقنط من رحمة الله , فيحمله هذا الشعور الخاطيء
على معاداة الحق وأهله ويحمله هذا الشعور على انتقاص الأخيار المتدينين
وتسفيه أحلامهم والسخرية من مظاهرهم , كما يحمله على التمرد على لأحكام
الشرع لأنه ارتكب الكبائر ويأس من عفو ربه ..مع أن الله سبحانه قد ((( أمر
))) الذين أسرفوا على أنفسهم أن لا يقنطوا من رحمته , بل و فتح لهم باب
التوبة وخاطبهم متحببا متوددا وناداهم بلفظ " يا عبادي " ولم ينادهم بوصف
الفسق أوالخيانة كما يصف الكافرين والمنافقين بل وصفهم بوصف " العبودية "
التي وصف بها نبيه وعباده المؤمنون , فقال لهم : { قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا }
هكذا نجد أن القنوط من رحمة الله ولا شك بعتبر من المنفرات ... لكننا لن
ننفر من ديننا ولن نكره المسلم به , إن شاء الله .
إن التصرفات
الخاطئة والأخلاق السيئة والتعجل في إصدار الأحكام ممن كان ظاهره الاستقامة
, قد تنفر المسلم من الدين , لأنه ينتظر من الصالحين صلاحا ولم ينتظر منهم
ظلما أو جورا , فكم هو محزن أن تجد الإنسان الذي اختار التأسي بالرسول
عليه الصلاة والسلام قد نسي وقل عزمه , ثم صار يُـري المسلمين من نفسه ما
يكرهه الله ورسوله ... ولا حول ولا قوة إلا بالله . لكننا لن ننفر من ديننا
ولن نكره المسلمين به , إن شاء الله .
إصرار المسلم على المعصية
وعدم التوبة يزيده نفرة من دينه , وبعدا عنه لأن الله يهدي من يشاء لكنه لا
يضل إلا الظالمين , فيا أيها المؤمن : إياك أن يضلك الله بسبب إصرارك على
المعاصي , فإن الله يناديك :
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم
لذكر الله وما نزل من الحق } فحذراك أيها المسلم أن تكون من الظالمين ثم لا
تتوب , إياك أن لا تتوب , إياك ... واحذر فإن الإصرار على الذنب قد ينفرك
من دينك واستمع إلى قول ربك : { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } فبادر
بالرجوع قبل أن تكره هذا الدين وتنفر منه , ثم تحاربه كما حاربه رجال ونساء
كانوا يحبونه في يوم من الأيام . إن إصرار المسلم على الذنب يعتبر من أكبر
المنفرات , لكننا لن ننفر من ديننا ولن نكره المسلمين به , إن شاء الله .
من
المنفرات أيضا أن بعض المسلمين (( غير المتدينين )) مع أننا لا نوافق على
هذه التسمية , فهذه الكلمة توحي بأن المتدين أتى بزيادة في دينه , وغير
المتدين لم يأت إلا بما كـُلـِّـف به , لكن العبارة تنطوي على معنى آخر ,
وهو أن المتدين قد فعل الواجبات وترك المحرمات , أما غير المتدين فلم يهتم
بفعل الواجبات ولا بترك المحرمات .. . نقول إن بعض المسلمين غير المتدينين
حينما يحاربون من أجل أفكارهم التي تتعارض مع أحكام الله وشريعته , وما
ينبني على تلك المحاربة من تسفيه لكل مخالف يعتبر من المنفرات ... لكننا لن
ننفر من ديننا ولن نكره المسلمين به , إن شاء الله .
السخرية من
شخصية المتدين وإطلاق النكات عليها وتعميم القصص المنفرة على مجتمع
المتدينين من رجال الهيئة والأئمة والقضاة والدعاة والعلماء ... ومع أن هذه
السخرية تحدث بكثرة لا أننا لن ننفر من ديننا ولن نكره المستقيمين أبدا ,
إن شاء الله .
هذه بعض المنفرات .. لكننا لن ننفر من ديننا ولن نكره المسلمين .. بإذن الله وبرحمته .
والله أعلم .
يمكن
يكون هذا موضوع نقاشي ونجمع فيه كل هذه السياسات التنفيرية لان فكري محدود
وتطرقت لما اعرف . ننتضر ردودكم . وفقنا لله واياكم لما يحبه ويرضاه
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
</blockquote>
21:35