الشحّادة
قالوا احذروا جاءتكمُ (الشحّادَةْ)
ولئن أتت لن تسلموا ياسادَةْ
تخذت بيوت الله دار مقـامها
لكنْ تراها للقرى مرتادَة
مذ أقبلتْ وأنا أقولُ بداخلـي
أنعمْ بها ارتدت الوقارَ قلادَة
وضعوا الموائدَ كالجبالِ تخالها
تكفي لجيشٍ جاعَ فيه القادَة
وتكـالبتْ أيدٍ يُرى بأكفهــا
أثرُ النعيمِ رياضة و ريادَة
حتى إذا سكتَ الكلامُ وأنجزوا
نهـْكَ الطعامِ غشى العقولَ بلادَة
قامتْ تلملمُ صرةً من فضلِ ما
تركَ اللئامُ وأورثوهُ إبادَة
ثم اختفتْ، ومن الفضولِ لحقتها
ولمحتها تسعى كصاحبِ عادَة
ورأيتها اقتربتْ لتدخلَ منزلا
واستقبلتها نسوةٌ بسعادَة
فظننتُ هذا بيتها، لكنها
سرعانَ ما خرجتْ بغيرِ هوادَة
ومضتْ وصرتها أقلُ من الذي
جاءتْ به والعزمُ فيه زيادَة
مازال ديدنها تطوفُ كأنه
في العودِ خالية الوفاضِ عبادَة
ناديتها: ياجدتي، بلَّ الصّدى
إسعافَ مَن سلبَ الفضولُ فؤادَه
فأتتْ تمدُ إلى الغريبِ حنانها
والكفُّ يحملُ بلسماً وضمادَة
إني تبعتكِ مذ تركتِ وليمة
فيها الأفاضلُ منزلاً وسيادَة
وشهدتُ سعيكِ منذُ أولِ منزلٍ
هلا رفعتِ عن السَّؤولِ سهادَة
قالت بنيّ أتعلمنْ فيمن أتى
تلكَ البيوتَ مجوِعاً أولادَه
فأحقُّ من تلكَ، المنازلُ أهلها
أهلٌ لكلِّ سقايةٍ ورفادَة
هذي مطلقة وتلك ترمـّلتْ
لاتملكانِ إذا نظرت وسادَة
أما العجوزُ فلا قريبَ يعيلها
وكذا الضريرُ أخصّهُ بعيادَة
أفمذنبٌ من كانَ سدُّ عوارٍهم
من فضلِ مالِ المسلمينَ مرادَه
إن الفقيرَ برغمِ قلةِ ماله
مثلُ الغني فليسَ مالٌ زادَه
كلٌ سعى والله قدّرَ ماانقضى
وبما قضى أرزاقهم منقادَة
أوليسَ في علمِ الحكيمِ مقدرٌ
أن يزرعَ الفلاحُ رزقَ جرادَة
والله يرفعُ من يريدُ متى يشا
ويحطهُ بمشيئةٍ وإرادَة
فاسأل أفاضلَ سادةٍ عن أمسهم
إن يصدقوكَ ففي الزمانِ إعادَة
واسألْ كبيرَهمُ الذي بذلَ القِرى
عن والديهِ فأمهُ (الشحّادَة)
عمر مطر 6-2-2001
واشنطن – الولايات المتحدة
(1) الشحادة: هي الشحاذة باللهجة العامية، وقد استعملتها كما هي للمحافظة على تلك العبارة التي تسببت في كتابة هذه القصيدة
قالوا احذروا جاءتكمُ (الشحّادَةْ)
ولئن أتت لن تسلموا ياسادَةْ
تخذت بيوت الله دار مقـامها
لكنْ تراها للقرى مرتادَة
مذ أقبلتْ وأنا أقولُ بداخلـي
أنعمْ بها ارتدت الوقارَ قلادَة
وضعوا الموائدَ كالجبالِ تخالها
تكفي لجيشٍ جاعَ فيه القادَة
وتكـالبتْ أيدٍ يُرى بأكفهــا
أثرُ النعيمِ رياضة و ريادَة
حتى إذا سكتَ الكلامُ وأنجزوا
نهـْكَ الطعامِ غشى العقولَ بلادَة
قامتْ تلملمُ صرةً من فضلِ ما
تركَ اللئامُ وأورثوهُ إبادَة
ثم اختفتْ، ومن الفضولِ لحقتها
ولمحتها تسعى كصاحبِ عادَة
ورأيتها اقتربتْ لتدخلَ منزلا
واستقبلتها نسوةٌ بسعادَة
فظننتُ هذا بيتها، لكنها
سرعانَ ما خرجتْ بغيرِ هوادَة
ومضتْ وصرتها أقلُ من الذي
جاءتْ به والعزمُ فيه زيادَة
مازال ديدنها تطوفُ كأنه
في العودِ خالية الوفاضِ عبادَة
ناديتها: ياجدتي، بلَّ الصّدى
إسعافَ مَن سلبَ الفضولُ فؤادَه
فأتتْ تمدُ إلى الغريبِ حنانها
والكفُّ يحملُ بلسماً وضمادَة
إني تبعتكِ مذ تركتِ وليمة
فيها الأفاضلُ منزلاً وسيادَة
وشهدتُ سعيكِ منذُ أولِ منزلٍ
هلا رفعتِ عن السَّؤولِ سهادَة
قالت بنيّ أتعلمنْ فيمن أتى
تلكَ البيوتَ مجوِعاً أولادَه
فأحقُّ من تلكَ، المنازلُ أهلها
أهلٌ لكلِّ سقايةٍ ورفادَة
هذي مطلقة وتلك ترمـّلتْ
لاتملكانِ إذا نظرت وسادَة
أما العجوزُ فلا قريبَ يعيلها
وكذا الضريرُ أخصّهُ بعيادَة
أفمذنبٌ من كانَ سدُّ عوارٍهم
من فضلِ مالِ المسلمينَ مرادَه
إن الفقيرَ برغمِ قلةِ ماله
مثلُ الغني فليسَ مالٌ زادَه
كلٌ سعى والله قدّرَ ماانقضى
وبما قضى أرزاقهم منقادَة
أوليسَ في علمِ الحكيمِ مقدرٌ
أن يزرعَ الفلاحُ رزقَ جرادَة
والله يرفعُ من يريدُ متى يشا
ويحطهُ بمشيئةٍ وإرادَة
فاسأل أفاضلَ سادةٍ عن أمسهم
إن يصدقوكَ ففي الزمانِ إعادَة
واسألْ كبيرَهمُ الذي بذلَ القِرى
عن والديهِ فأمهُ (الشحّادَة)
عمر مطر 6-2-2001
واشنطن – الولايات المتحدة
(1) الشحادة: هي الشحاذة باللهجة العامية، وقد استعملتها كما هي للمحافظة على تلك العبارة التي تسببت في كتابة هذه القصيدة